2013/05/14

رؤى الأفراد: العواضي، القضية الجنوبية

رؤى الأفراد:  علي عبد ربه العواضي، القضية الجنوبية


بسم الله الرحمن الرحيم
                            
مقدمه:
إن كلمة الجذور هي كلمه تعبيريه تعني الامتداد وبإضافة كلمة القضية فهي تعني الامتداد التاريخي للمعطيات التي وصلت في الأخير إلى مصطلح قضيه وإن تحديد تلك القضية بكلمة الجنوبية لاتعني انحصار البحث عن الجذور في منطقه جغرافيه أو سكانية فقط ... وأن كانت الجذور في الأغلب هي في تلك المنطقة الجغرافية والسكانية ... فأن من الممكن أن بذرتها جاءت من  مكان آخر ...ولهذا يجب البدء بلمحه تاريخيه بسيطة .
((لمحه تاريخيه))
اليمن الحالي كان موحد منذ عهد ألدوله الحميرية وملكها شمر يرعش الذي وحد اليمن من أقصاه إلى أقصاه .
ـــ ألدولهالصليحيه كانت تحكم عدن برغم أن مركزها جبله وكانت أيضا تحكم صنعاء .
ـــ ألدولهالطاهريه كانت تحكم عدن برغم أن مركزها المقرانه في رداع .
وهكذا كانت كل الدول اليمنية الوطنية المتعاقبة .... حتى جاء الاستعمار البريطاني واحتل عدن ثم تدرج في بقية المناطق في الجنوب بشكل مباشر أو غير مباشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا:الجانب السياسي
أنني أعيد جذور القضية الجنوبية إلى سببين رئيسيين .
السبب الأول : هو الظلم بمفهومه العام والذي يتمثل في إقصاء الآخرين من الشراكة الحقيقية من السلطة في جنوب اليمن سواء كان ذلك في ضل النظام الحاكم في جنوب الوطن اليمني قبل الوحده أو الحاصل فيما بعد قيام الوحده وبعد حرب صيف 94 م والمتمثل في إقصاء أبناء المحافظات الجنوبية من قبل حكم مناطقي قبلي اسري في صنعاء قبل الثورة الشعبية الشبابية السلمية وإلحاقهم بمن أقصوا من قبل من أبناء المحافظات الشمالية وكذلك نجد الفساد المالي والإداري والعبث بالثروات ونهب الأرض والتمايز ألمناطقي وترسيخ النعرات المناطقيه والقبلية والفئوية في عموم اليمن وما صاحب ذلك من عدم معالجة آثار حرب صيف 94م من إعطاء الحقوق لأهلها وتهميش القيادات المدنية والعسكرية الفاعلة وتسريحهم قسراً من وظائفهم
السبب الثاني : فشل النظام في صنعاء بعد الوحده في إقامة دولة المؤسسات والنظام والقانون وانشغال السلطة بالصراعات الحزبية والمكابدات السياسية وتصفية طرف لآخر كما حصل لقيادات الحزب الاشتراكي ومن ثم إخراجه نهائياً من السلطة.
ــ  وقد كان من المفترض عقب قيام الثورتين في جنوب الوطن اليمني وشماله أن تصبح الوحده تلقائية لما كان من التعاون بين الثورتين ..ولكن ذلك لم يحدث وماحدث كان عباره عن صراعات داخل الجزء الجنوبي والشمالي من الوطن وفي المنظومة الحاكمة بذات وكذلك الصراعات بين حكومتي الشطرين تحت مسميات عديدة ....
ــ بعد انهيار المعسكر الشرقي وانتهاء الحرب الباردة  أتت الظروف ألدافعه للوحدة ... عام 1990 م
ــ فكان الاتفاق بين النظامين اللذان يحكمان في ما كان يسمى باليمن الجنوبي واليمن الشمالي.. إن ما حصل من اتفاق بينهما على الوحدة الاندماجية الكاملة وبشكل سريع وفوري وبأسلوب غير علمي وغير واضح الملامح لمستقبل أبناء الشطرين ... كان ذلك هو الخطأ الأول والأكبر الذي تسبب في إثارة القضايا وخاصة القضية الجنوبية من قبل الطرفين الحاكمين في ذلك الوقت .
ــ أن الديمقراطية الكاذبة والتعددية السياسية الزائفة التي حصلت بعد قيام الوحدة والتي كانت في حقيقة أمرها ما هي إلا مكايدات للإقصاء والتفرد بالسلطة والحكم والسيطره على اليمن بأكمله حتى وصلت تلك المكايدات إلى ذروة ما يمكن أن تصل أليه  وهي حرب صيف 94 التي أثبتت أن الأربع السنوات الأولى من عمر الوحدة لم تكن إلا مكايدات للإقصاء .
ــ بعد حرب صيف 94 تفرد نظام واحد مستغلاً حب الشعب للوحدة... من أجل أن يتم بسط نفوذه وسيطرته على كل إرجاء الوطن اليمني من اجل إقصاء الآخرين كما احكم قبضته على القوه الضاربه وقام بضم المؤسسة العسكرية الامنيه في الجنوب  واستخدمها لقمع وتهديد معارضيه أو بقية معارضيه إن صح التعبير .
ــ إن ما ذكرناه في الأسباب السابقة للقضية الجنوبية ..جعل النظام المتفرد بالسلطة يضيق الدائرة شيء فشيء بعد أن تأكد من انه احكم قبضته على الوطن ودون منازع ... واخذ بتنفيذ مخططه بنهب وسلب ممتلكات الوطن وبالأخص في الجنوب ... واخذ بترويع وتجويع الشعب في الشمال والجنوب مما أدى إلى الاحتقان والتذمر لدى الشعب وخاصة في المناطق الجنوبية التي اخذ الناس فيها يعيدون حساباتهم إلا ما قبل الوحدة واخذوا يطالبون بالانفصال والعودة إلى الوراء
ثانياً: الجانب الاقتصادي
أن الصراعات التي ضلت تدور رحاها في الجزء الجنوبي كانت تسير في خط متوازي مع الجانب الاقتصادي الذي غدا متأثرا بالقرارات السياسية التي كان يرى المنتصر في النزاع انه لابد إن يكون الجانب الاقتصادي مكملاً لنظريته السياسية من اجل النجاح .
ومن أهم تلك القرارات التي أثرت على الجانب الاقتصادي في الجزء الجنوبي هي قرارات التأميم التي جعلت الجزء الجنوبي في انعزال تام عن الدول المجاورة في المنطقة .
ــ وان التسرع في دمج نظامين مختلفين اختلافاً كاملاً من الناحية ألاقتصاديه  فقد كان الشعب في الجنوب يعتمد على ألدوله في صرف المواد والسلع الاساسيه للمواطنين بعد تعرضهم للتأميم ودولة الوحده اعتمدت النظام الحر مما اخل بالتساوي في الوضع الاقتصادي للمواطن في الجنوب والذي كان يحتاج إلى فتره متدرجة لإلغاء التزامات ألدوله نحو المواطن إن كان ولابد .
ــ لم يعمل الجانب المنتصر في صيف 94 للحفاظ على المؤسسات ألقائمه في الجنوب التي تمس حياة المواطن والموظفين المحسوبين عليها وقام بتسريحهم باألآلآف
ــ سياسة الإفقار التي عمت الشمال والجنوب لغرض الهاء الشعب عن الأهداف السامية مثل رفع الظلم والجور والفساد والتفرغ للبحث عن لقمة العيش
ــ صرف الأراضي والأملاك والمنشئات العامة للمقربين والموالين بأسم الاستثمار وعدم مراعاة أن المالكين قبل التأميم هم الأحق بتلك الأملاك

ثالثاً: الجانب الثقافي والاجتماعي
ــ محاولة نظام صنعاء تشويه العمق الثقافي للمجتمع القبلي اليمني  وتقديمه بأن هذه ثقافة القبيلة . مثل التساهل في ظاهرة حمل السلاح في المدن مما أدى الى استفزاز وتحسس مشاعر الآخرين .
ــ تشجيع السماح بإنشاء أسواق القات داخل المدن وما ترتب على ذلك من مشاكل اجتماعيه
ــ لم يحافظ النظام في صنعاء على الايجابيات في المحافظات الجنوبية مثل مدنية احتكام المواطنين للقانون بل شجع إلى سيادة الأعراف بين الناس لغرض إرباك المجتمع
ــ عمل النظام على إثارة النزاعات المناطقيه لغرض خلق أقطاب يضرب بعضها ببعض تحت نظرية فرق تسد .
-إبقاء الفساد المالي والإداري ليلوم المجتمع بعضه بعضا.
ــ المركزية في الدوائر  الحكومية والمعاملات التي تمس حياة المواطن في الجنوب مما يؤدي إلى جهد كبير من اجل متابعة ابسط المعاملات في العاصمة صنعاء .
ــ لم يكن هناك استجابة لمطالب الجنوبيين في بداية الحراك السلمي لتحاشي تطور الوضع إلى صدامات وسقوط ضحايا مع القوات الحكومية.

انتهى بعون الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق