2013/06/29

حكايات من مؤتمر الحوار

 الحكاية السادسة: التوافق والصراخ وجهين لتحقيق مآرب أخرى

عفراء حريري
أن من يريد معرفة كيف تتم المساومة بحقوق شعب الجنوب والمقايضة بالقضية الجنوبية ، يأتي لحضور جلسة واحدة  لا غير من جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وسيعرف كيف تريد جماعة من كان يطلق عليهم بالزمرة استعادة مجدهم من خلال الاستقواء برئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي هو في ذات الوقت رئيسا للجمهورية ، حيث نتعرض نحن وخاصة أبناء محافظة / عدن للسب والقذف من قبل البعض من أهل أبين المقربين لرئيس الجمهورية وكأنهم الوحيدون أصحاب القضية الجنوبية ومن يمثلون شعب الجنوب. 



ففي فريق قضايا ذات بعد وطني ومصالحة وطنية والعدالة الانتقالية يقوم الاخ " حسين صعدة " بسبنا وقذفنا وبصوت عال ومرتفع وأمام أعضاء الفريق ، في الوقت الذي لم يكن فيما قدمته من مقترح أثناء المناقشة في مرحلة ما بعد الجلسة العامة الثانية وقبل التصويت ما يسيء لحقوق شعب الجنوب وللقضية الجنوبية  ، حيث اقترحت بأنه لا تصويت إلا على تقرير الفريق وليس التقرير الذي تدخلت فيه لجنة التوفيق بشكل سافر ويتم إضافة الملاحظات عليه بما فيها التي سقطت ومن تم  تنقيحه ، ولان الاخ " حسين صعده " يمتلك من الحقوق مالا يمتلكها أحد لأنه ينتمي إلى منطقة  رئيس الجمهورية ، ناهيك على أنه من المقربين جدا لرئيس فريق القضية الجنوبية  ، ونظرا لكل تلك المزايا التي يتمتع بها  ، أصبح لا يسمع سوى صوته ، طلبت من الاخ عبدالكريم الخيواني : " بأن يفهمه الموضوع وما قلته " ، وإذا بالأخ " حسين صعده " يشتمني بعلو صوته : " أحترمي نفسك ، وليس لك دخل " ، هذا نموذج من عدة نماذج من أعضاء مؤتمر شعب الجنوب موجودة في قاعات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.  

وهكذا يتعامل البعض منهم مع الجنوبيين بالإساءة والاذى والادلة الكثيرة لا تسعني المساحة المتاحة من ذكرها هنا ، وأستغرب بأن البعض منهم قضى معظم حياته  خارج الجنوب وبعيدا عن معاناتنا ومآسينا ، والان أصبحوا سادة علينا ومسؤولين وأصحاب القرار عوض عنا ، وتناسوا بأن في ذمتهم ماتزال انتهاكات لحقوقنا ، وفي ذمتهم اعتذار لعدن وأهلها عن أحداث 13 / يناير/1986م مثلما لغيرهم الاعتراف والاعتذار عن حرب 1994م بغض النظر عن مناصبهم الحالية ، وتناسوا بأن المناصب لا ولن تعفيهم من ذلك آجلا أو عاجلا حتى في ظل وجود التسامح والتصالح لان هذا أمر يخص  الجميع وليس وحدهم فحسب ،  أنهم في كل يوم يخسرون أكثر بهذه التصرفات  لان النضال والثورة أخلاق قبل أي شيء أخر، ناهيك عن تصرفاتهم السيئة في الفرق الاخرى وهم بذلك يسيئون إلى الحراك ، لانهم ليسوا جميعا من الحراك ، ولا يمثلون الحراك ولا يمثلون شعب الجنوب ، وأن كنت أعرف بأن لجنة الانضباط والمعايير لها دورا محوريا وقويا في مؤتمر الحوار الشامل لكنت رفعت ألف شكوى على ما يحدث في قاعاته بما فيهم قاعة الجلسات العامة ، ولكن لان دور لجنة الانضباط والمعايير هامشيا والتي أفرغت من مهامها ودورها لغرض في نفس الامانة العامة "

وهذا سأكتبه في حكاية جديدة " ، كتبت الشكوى واخترت بأن يعيش معي كل الناس في حكاياتي عن مؤتمر الحوار الوطني فكتبت الحكاية ، فهؤلاء يتطاولون علينا لان رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل / رئيس الجمهورية داعما لهم على اعتبارات مناطقية ظنوا بها بأن لهم الحق في سبنا وشتمنا والاساءة لنا دون حساب ودون رقيب / التاريخ يعيد نفسه  ، ولا أظن بأن هذه التصرفات ستخدم القضية الجنوبية أو أنها عشوائية وتلقائية وتتم بدون قصد لا يمكن ، فكل نهار يمر علينا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ونحن نصادف كل هذه التصرفات وغيرها من التصرفات التي يتعجب المرء حين يشاهدها أو يسمع عنها  تبعث الشك في أعماقنا بأنها تدل و تنفذ وفقا لمآرب أخرى ، لأنه لا يمكن أن يكون هناك حوار في ظل هذه التصرفات من عدم الاحترام والاساءة وهذا التعالي ، فكل شخص منا معروف بتاريخه وانتمائه وتصرفاته وعن ماذا تنم ؟ وما هو المقصود بها ؟

ومستحيل أن تكون هناك عدالة انتقالية أو هناك أحد يريد أن تكون هناك عدالة انتقالية لا إرجاع الحقوق والاراضي والاموال المنهوبة والحصول على الاعتراف والاعتذار للجنوب وشعب الجنوب بهذا التصرف وبهذا الصوت المرتفع والصراخ وعدم الاحترام لأي أحد و المستغرب له بأن الاطراف السياسية الاخرى التي ستطولها العدالة الانتقالية تلتزم الصمت ، وتتغاضى ، ليس للأمر سوى تفسير واحد بأن جميعهم يريدون المصالحة الوطنية ويتوافقون عليها ، ثم يلحقون بها العدالة الانتقالية فتصبح لامعنى لها ولا طائل ، لان رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل / رئيس الجمهورية يريد ذلك " أن تسبق المصالحة الوطنية العدالة الانتقالية " على حساب شعب الجنوب والقضية الجنوبية " ، إذا الوسيلة الوحيدة لضياع الحقوق دون عقاب وإحساس بالذنب هي اللجوء للصراخ والاساءة للغير وخاصة الجنوبيين/ العدنيين ، لان العذر ببساطه أن من اضطر لصراخ والاساءة هو شخص عصبي ويحرقه ما يحدث كما يبرر له دائما من قبل البعض وكأننا أغبياء ، كل هذا كي  يلتزم الجميع من الجنوبيين الصمت أمام هذا الصوت المرتفع وعدم الاحترام ، فنضطر للصمت متحاشين الاساءة إلينا ، ويصبح في الاخير كل شيء يخص الجنوب وحقوق شعب الجنوب والقضية الجنوبية هو تحصيل حاصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق