2013/06/09

اراء حول الحوار 1

 قفل «غثيمي» وكنز خرافي في جلسة عامة جدا لمؤتمر الحوار!‏

سامي غالب*
سامي غالب
 
لم يقدم الرئيس عبدربه منصور هادي في خطابه في الجلسة العامة لمؤتمر الحوار ما يمكن ‏أن يمثل زادا للمتحاورين (الافتراضيين) ليواصلوا رحلتهم العبثية بحثا عن الكنز الخرافي ‏الذي يشدد عليه جمال بنعمر وأهل الحل والعقد اليمنيون!‏

ليس متصورا أن يقدم لهم خارطة طريق تصل بهم إلى الكنز المخبوء في صندوق الخرافات ‏الانتقالية, الخرافات التي خرجت من جعب حواة السياسة اليمنية الذين يترأسون الحوار الآن. ‏الرئيس نفسه لا يملك هذه الخارطة لأنه لا وجود لكنز مخبوء من الأساس.‏

قال لهم إنكم الأمل الوحيد! لكن الخبراء يقولون إن المؤتمرات تفشل في العادة في انعقادها ‏الأول. وحظوظ مؤتمر منتجع موفمبيك بائسة فعلا لأن الأطراف المشاركة فيه جاءت بمراكز ‏متفاوتة القوة بحدة, ودوافعها متباينة إن لم تكن متناقضة, وعلاقتها بقضايا الحوار نفسه لا ‏تستقيم على معايير موضوعية, فهناك قضايا ممثلة وأخرى غير ممثلة, وهناك قضايا تحسم ‏بقرارات وإجراءات وأخرى يصح أن تكون موضوعا لحوار ندي لأن من المستحيل ان ينفرد ‏طرف بحسمها.‏

قال الرئيس هادي إن القضية الجنوبية هي بوابة حل القضايا جميع, وهذا كلام مكرور سبق ‏أن قيل عشرات المرات, لكن البوابة موصدة بقفل "غثيمي" في العاصمة مفتاحه بيد الرئيس ‏هادي الذي ورثه من سلفه, وورث معه العديد من العادات السيئة من شاكلة اللعب على ‏التناقضات وإنهاك الشارع بالانتظار والترقب وتعويض اللاعبين الأساسيين بتوليد لاعبي ‏‏"الأنابيب" باستخدام المال العام والإعلام الحكومي, وتشكيل اللجان وشراء الولاءات التي ‏تكرس نهج الفساد وتوفر مشتلا لبزوغ المزيد من الانتهازيين والمقامرين, وبالطبع هناك ‏الأدوات الأمنية والعسكرية التي تتعاظم أهميتها لدي الرئيس حتى وإن انخفضت قدرتها في ‏تغيير الحقائق على الأرض!‏

يصر الرئيس هادي ومبعوث العناية الخليجية والدولية جمال بن عمر ونجوم الحوار الوطني ‏الأخرون, الأفلون واللامعون, على تجميل المؤتمر بطنان الكلمات وأطنان المنجزات ‏البيروقراطية, من شاكلة عدد الاجتماعات واللقاءات التي اجراها أعضاء المؤتمر والزيارات ‏الميدانية التي نفذوها _ من دون تدشين مشاريع أو وضع أحجار أساس (!)_ وهي منجزات ‏تذكر بتقارير الحكومات اليمنية والبرامج التلفزيونية في المناسبات الوطنية خلال العقدين ‏الأخيرين. يصرون, فيما يشبه الصرير, على أن المؤتمر يحقق نتائج مذهلة تثير إعجاب العالم ‏وتؤكد حكمة اليمنيين, ما يعني أن توقعاتهم من هذا المؤتمر متواضعة جدا, وإن النتائج ‏المذهلة التي يتغنون بها لا ترى بالعين المجردة [ وإلا لماذا لا يراها أحد غيرهم؟]. وفي الأثناء ‏تجري, بعيدا عن أنظار المنتجعين في الضاحية الشرقية الشمالية للعاصمة, اتصالات ‏ومشاورات بشأن بدائل, تسويفية خطرة لتدارك الوقت بالتمديد, أو للالتفاف على الاستحقاقات ‏والتطلعات الشعبية ببرمجة الحوار على مراحل, أو برمجة المخرجات المقررة سلفا بشأن ‏تفكيك الدولة وتقسيم الثروة وتقاسم السلطة على دفعات لكأن اليمن شركة (دولة) فاشلة رهن ‏التصفية.‏

لم يقل الرئيس هادي جديدا في الافتتاحية البائسة الثانية لمؤتمر الحوار باستثناء شيئا واحدا ‏فقط؛ فهو شدّد على ضرورة التشخيص المتعمق للقضايا محل الحوار. لعله محق في تشديده, ‏بيد أن التشخيص المتعمق والمنزه من التحيزات, مشروط بتغيير وصف المؤتمر الذي "يحقق ‏نتائج مذهلة" بحيث تمحي من صفة الحوار!‏

* عن نشوان نيوز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق