رؤية التجمع اليمني للإصلاح حول محتوى قضية صعدة
إننا
في التجمع اليمني للإصلاح نقدم هذه الرؤية حول محتوى قضية صعدة وكلنا أمل أن تكون دراسة
الجذور والمحتوى بهدف الوصول إلى حلول للمشكلات والتي مازالت بعضها جروح نازفة وملتهبة
إلى اليوم على الرغم من نجاح عملية التغيير الذي حققته ثوره الشعب الشبابية السلمية.
وسنحاول
في هذه الورقة بكل موضوعيه، تقديم رؤيتنا لمحتوى قضية صعدة والنتائج الكارثية المترتبة
عليها، بغية إيجاد العلاج الناجع والشامل بإذن الله، لكي تتعافى محافظة صعدة وبقية
المناطق المتضررة من تداعيات هذه القضية.
حقائق لابد من ذكرها:
قبل
الحديث عن محتوى قضية صعدة لابد من تقرير بعض الحقائق الهامة والمتمثلة فيما يلي :
1-أن
اليمنيين منذ القدم عاشوا في جو التعايش والتسامح والقبول ببعضهم البعض، ولم تؤثر الخلافات
الفكرية في علاقاتهم وقواسمهم المشتركة.
2-أن
الإصلاح والمشترك رفضوا الحروب التي جرت في صعدة، انطلاقا من موقفهم الرافض لاستخدام
الدولة للسلاح لمواجهة المشاكل أو أن يرفع أي مواطن سلاحه في وجه الدولة، كما رفضوا
بشكل قاطع الاشتراك فيها، إيمانا منهم بان العنف يضاعف المشاكل لا يحلها.
3-أن
الحوثيين من خلال منطلقاتهم الفكرية وممارساتهم العملية لا يؤمنون بالحقوق السياسية
والمدنية لفئات الشعب وقواه السياسية والاجتماعية.
4-أن
الحوثيين منذ سيطرتهم على محافظة صعدة بالقوة ومن خلال تعاملهم مع المواطنين فيها يسعون لإعادة منظومة الحكم الذي أطاحت به ثورة
26 سبتمبر 1962م، لاعتقادهم بنظرية الحق الإلهي في الحكم ومما يؤيد ذلك وثيقتهم المسماة
بالوثيقة الفكرية والسياسية المنشورة في ابريل 2012م والتي تتناقض مع مبادئ الدولة
المدنية الديمقراطية القائمة على مبدأ المواطنة المتساوية، وهذا الأمر لم يعد مقبولاً
اليوم لأن اليمنيين لا يمكن أن يفرطوا في النظام الجمهوري.
توصيف القضية:
تتلخص
قضية صعدة في قيام ستة حروب عبثية بين طرفي الصراع دمرت وأهلكت الحرث والنسل وتركت
أثاراً كارثية في جميع المجالات وأدت إلى تعطيل دور السلطة المحلية وسيطرة الحوثيين
على محافظة صعدة بالقوة واتخذوا منها منطلقا للتوسع إلى المناطق المجاورة وشن ما يقرب
من عشرين حرباً على المواطنين الأبرياء داخل وخارج المحافظة، ففي الوقت الذي كان اليمنيون
يعيشون ذروة النضال السلمي المتمثل في الثورة الشبابية الشعبية السلمية كان الحوثيون
يوجهون أسلحتهم إلى صدور المواطنين الآمنين في الجوف وحجة وعمران ممارسين أبشع وسائل
القمع والإرهاب مصورين ما يقومون به على أنه جهاد في سبيل الله.
نتائج القضية :
كان
من نتائج تلك الأعمال مأساة إنسانية واجتماعية واقتصادية متعددة الجوانب أثرت بشكل
مباشر على الحياة العامة لمئات الآلاف من المواطنين في محافظة صعدة والمناطق المجاورة
لها وكان لتلك المشكلة انعكاسات سلبية على اليمنيين جميعا، علاوة على تأثيرات تلك الأحداث
سياسياً على اليمن والمنطقة برمتها.
وكانت
النتائج المترتبة على تلك الحروب ما يلي :
1.عشرات
الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين من المواطنين وقوات الجيش والأمن.
2.حدوث
انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان من قتل واعتقال وتعذيب وتهجير وإرهاب للمواطنين لمجرد
الاختلاف معهم .
3.تشريد
وتهجير مئات الآلاف من المواطنين استقر بهم الحال في مخيمات النازحين مثل "المزرق"
و "مندبة" و "حرض" وغيرها،أو في المناطق الأخرى كأمانة العاصمة
وعمران والجوف وحجة.
4.وصول
مآسي حروب صعده وويلاتها إلى كل قرى اليمن وترك آلاف الأرامل من النساء وعشرات الآلاف
من الأيتام.
5.الإضرار
بالوحدة الثقافية والفكرية لليمنيين القائمة على فكرة التسامح والتعايش والمساواة الأصيلة
في الفكر الإسلامي والعالمي مخالفين بذلك النصوص الإسلامية والقوانين والدساتير اليمنية،
والإعلان العالمي لحقوق الإنسان "المادة السابعة" وكذلك العهد الدولي للحقوق
المدنية والسياسية.
6.ظهور
الفكر القائم على نظرية الحق الإلهي في الحكم وعودة أساليب ما قبل ثورة 26 سبتمبر في
القمع والاستبداد .
7.تمزق
النسيج الاجتماعي وظهور العصبيات المذمومة بصورة لم تشهدها اليمن من قبل وتكريس ثقافة
الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع .
8.تدمير
وتفجير مئات المنازل والمساجد والمنشآت وإتلاف المزارع والمحلات التجارية وزرع الألغام
في القرى وفي طرقات المواطنين والاستيلاء على عدد كبير من المساجد التي يقوم عليها
المخالفون لتوجهاتهم.
9.اتساع
رقعة الفقر والبطالة في أوساط المواطنين كنتيجة طبيعية لعشرات الحروب التي أشعلها الحوثيون
وظهور ما يسمى باقتصاد الحرب واستثمار نتائجه لمصالحهم.
10.تدمير
البنية التحتية وتراجع مستوى التنمية.
11.توتير
العلاقات مع دول الجوار مما أدى إلى الإضرار بالمصالح الوطنية .
12.خروج
محافظة صعدة وبعض المناطق المجاورة لها عن سيطرة الدولة
13.فتح
المجال واسعاً أمام التدخلات الإقليمية السافرة في شأن اليمن وتحويله إلى ساحة للصراعات
.
14.قمع
قوى المجتمع الفاعلة في المحافظة من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية
ودينية، ومنع أنشطتها السلمية بالقوة.
15.تغييب
الحقائق عما يجري في المحافظة وما جاورها عن الرأي العام المحلي والخارجي من جرائم
وانتهاكات لحقوق الإنسان
16.التدخل
السافر في أعمال منظمات المجتمع المدني والمنظمات الاغاثية وحرفها عن مسارها الإنساني
والإغاثي لأبناء المحافظة، وتوجيهها وحصرها لخدمتهم وحرمان الضحايا من المواطنين.
النتائج
المترتبة على سيطرة الحوثيين على محافظة صعدة :
1.فرض
السيطرة على محافظة صعدة بالعنف وقوة السلاح وإلغاء دور السلطة المحلية.
2.استجلاب
والسيطرة على مزيد من السلاح واتخاذ صعدة منطلقاً لإحداث الحروب ونشر الفوضى في المناطق
المجاورة. وشن ما يقرب من عشرين حربا على المواطنين غير الحروب الستة بينهم وبين الدولة.
3.طرد
معظم موظفي مؤسسات السلطة المحلية بالمحافظة واستبدالهم بعناصر حوثية .
4.فتح
معسكرات تدريبية غير قانونية وغير دستورية تقوم بتدريب ميلشيات مسلحة تنتهك حقوق الإنسان
5.نشر
ميلشياتهم للاعتداء على المواطنين من خلال قطع الطرقات وفرض الحصار والمداهمات للمساجد
وبيوت المواطنين.
6.فتح
سجون خاصة بهم لاعتقال وتعذيب مخالفيهم بأبشع أنواع وأساليب التعذيب .
7.التدخل
في العملية التعليمية وفرض شعاراتهم وأفكارهم من خلال سيطرتهم على المؤسسات التعليمية.
8.إجبار
المواطنين على دفع أنواع مختلفة من الإتاوات المالية تحت قوة السلاح والاستحواذ على
الإيرادات العامة .
9.إذكاء
الصراع المذهبي ونشر ثقافة الحقد والكراهية مما أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي .
10.احتضان
الحركة الحوثية لمعظم الخارجين على القانون .
11.تبني
خطاب متطرف يتسم بطابع الاستعلاء ورفض الآخر وإقصاؤه .
12.تبني
الحركة الحوثية لمشاريع وأجندات خارجية تضر بالمصلحة الوطنية .
وأخيراً:
يؤكد
الإصلاح
على أن قضية صعدة قد صارت مأساة إنسانية بكل المقاييس، وأن آثارها
ونتائجها
الكارثية قد طالت مختلف جوانب الحياة، ويعتبر أن طرفي الصراع هما المسئولين
عنها ابتداء وانتهاءً ويتحملون مسؤولية استمرارها وتداعياتها
والآثار المأساوية التي خلفتها وأن آثارها النفسية والاجتماعية والسياسية
ستبقى حتى
تتم معالجة كل النتائج المترتبة عليها، ولذلك ندعو الجميع أن يستشعروا
مسئوليتهم التاريخية
والوطنية وقبل ذلك مسئوليتهم أمام الله تعالى في العمل بصدق وإخلاص لحل
القضية حلاً
جذرياً وعادلاً ومنصفاً بما يحقق المصالحة الوطنية الشاملة، وخاصة ذلك
المواطن البسيط
الذي لا بواكي له وهو من تحمل العبء الأكبر وما زال يعاني حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق