مما لاشك فيه فإن قضية صعدة تداعياتها وآثارها لم تعد حصرية على محافظة
صعدة بل امتدت لتشمل محافظات (عمران- الجوف- صنعاء- حجة) بصورة مباشرة
وبصورة غير مباشرة لتشمل اليمن بكله .
وأصبحت أحد القضايا السياسية في الداخل وصار لها مكان في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومثلت البند الثاني في جدول أعمال الحوار الوطني الشامل الذي اعتمده اليمنيون كوسيلة للخروج من الأزمة بكل تداعياتها .
على هذا الأساس فإننا في المؤتمر الشعبي العام ونحن نقدم رؤيتنا لمحتوى هذه القضية بأعلى درجات المسئولية الوطنية والحرص الجاد والصادق على وضع التشخيص الدقيق وصولاً إلى المعالجات الصحية والصحيحة وضمان عدم التكرار فإنه لابد لنا من الاعتراف وبكل شجاعة أنه ما كان ينبغي لكل الأطراف المعنية بهذه القضية أن يسمحوا بحدوثها بكل تفاصيلها وتطوراتها وحدوث الحروب الستة التي ألحقت ندوباً وجراحات في الجسد الوطني الواحد، وتسببت في نزيف الدم اليمني الغالي وهدراً في الإمكانيات وكادت أن تحدث شروخاً اجتماعية وتؤسس لصراعات غريبة ما عرفها وطننا طوال تاريخه والذي اتسم بتماسك نسيجه الاجتماعي وتألف تنوعه الثقافي والمذهبي والتعايش حتى صارت هذه الثقافة التي يفتخر بها على غيره من بلاد العرب والمسلمين .
نقول هذا لنقر حقيقة تاريخية موادها أن الحروب كوسيلة ونهج في حل الخلافات الوطنية لم تكن في أي يوم من الأيام نهجاً لنا في المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه الذي قام وتأسس وتخلق ليدفن هذه الثقافة ويستبدلها بثقافة الحوار كقناعة وخيار وضرورة، حيث يعرف القاصي والداني أن خيار المؤتمر وقياداته هو الحوار دوماً وبين السلطة والحوثي من أول وهلة وهو ما عبر عنه المؤتمر الشعبي العام في بياناته في أكثر من مناسبة وخطابات رئيس المؤتمر (رئيس الدولة حينها) ومبادراته العديدة والتي لولا استفزازات الحوثي التي أظهرته كمنازع لسلطات الدولة وصورته كمن يسعى لفرض هيبته على جزء غالي من الوطن وتأثير وتحريض الآخرين من القوى المتطرفة لحالت تلك المبادرات دون حدوث الحروب في صعدة .
فقد استطاعت بعض القوى في قضية صعدة من خلال نفوذها في مفاصل السلطة واعتناقهم لفكر من يحكم في الظاهر ثم قيامهم بتنفيذ أجنداتهم السياسية والشخصية والفكرية عند الممارسة العملية في مواقعهم سواء كانت تنفيذية مدنية أو عسكرية أو استشارية أو تجارية وهذا ما حصل في قضية صعدة .
فقد استطاعت هذه القوى أن تعمل من قضية صعدة محطة لضرب السلطة بالحوثيين ولإيقاف التنمية وتحديث الجيش اليمني حيث تمكنوا من خلال حلفائهم وعناصرهم في الجيش من تمديد هذه الحرب وتكرارها وتوسعها بما خلفته من مآسي وجروح ،خدمة لأهدافهم السياسية والشخصية والفكرية وإسلامهم السياسي ومصالحهم الخاصة ورغبتهم في انهيار السلطة والدولة والقضاء على أي نواة لبناء جيش وطني يكون ولاؤه للوطن فقط والشرعية الدستورية ساعدهم في ذلك تعنت الحوثي على خيار الحوار والسلام .
ومن المسلم به أن المؤتمر الشعبي العام وقيادته لم ولن يكون في يوم من الأيام من دعاة الحروب أو الإقصاء لأي من شركاء الوطن من أي مكون من مكوناته ولم يضمر شراً بأحد ولا ينطلق من خلفيات أيدلوجية متطرفة تنازع الآخر بسبب من معتقده أو ثقافته أو أصله .
وانطلاقاً من مسئوليتنا الوطنية تجاه هذه القضية وحرصاً منا على حلها بموضوعية وتجرد نورد رؤيتنا لقضية صعدة محتوى القضية في جوانبها السياسية والاجتماعية والإنسانية والفكرية والثقافية والتنموية والإدارية .
مستندين إلى مشاعر وأحاسيس أبناء الوطن من أقصاه إلى أقصاه على مختلف مكوناتهم وإلى معاناة أبناء محافظة صعدة والمحافظات المجاورة من كل الأطراف والتوجهات فقد صارت صعدة ذلك الجزء من الجسم الذي أصيب بالمرض فتداعت له سائر أجزاء الوطن بالحمى والسهر هذا على الإجمال وفيما يلي التفاصيل وعلى النحو التالي:
• الجوانب السياسية:
- قلق وطني مشروع من انسلاخ صعدة عن جسد الوطن وخروجها عن سلطة الدولة وسيادتها يعزز ذلك الخوف من مظاهر بناء القدرات الذاتية عسكرياً وأمنياً وإدارياً الموازية لأجهزة السلطة وفرض أنماط متدرجة من السلوكيات الدالة على تمايز عن السياقات العامة للدولة .
- غموض والتباس في إدراك الأهداف والدوافع والتوجهات الحقيقية للحوثيين وآفاق طموحاتهم عزز ذلك تلكؤهم المتعمد حتى اليوم في بلورة جماعتهم في إطار سياسي واضح الرؤى ومحدد المعالم والأهداف والبرامج .
- مخاوف وقلق وطني مشروع من تكون حالة (أقللوية) طائفية يغذيها شعور وجداني عميق بالمظلومية مما يخلق مناخات مواتية لاستدعاء الرعاية والحماية والمساندة والتدخلات الخارجية .
- مخاوف وقلق وطني مشروع من ان تكون جيب ذو احترافية عسكرية عالية يمكن توظيفه كذراع في لعبة الأمم والصراعات بين القوى الإقليمية.
- قلق ومخاوف سعودية من توظيف لهذه الحالة ضد أمنها واستقرارها من قبل خصومها ومنافسيها الإقليميين.
- فتح فرص للطموحات الإيرانية للتمدد والتوسع وإيجاد مواطئ قدم لها في سياق مشروعها وصراعاتها مع القوى الإقليمية والدولية .
- قلق مشروع من تحول اليمن إلى ساحة من ساحات الصراع والتنافس الإقليمي والدولي .
- انعدام الثقة بين الدولة وحلفائها المحليين من جهة والحوثيين من جهة أخرى .
- قلق وشعور لدى الحوثيين بالاستهداف لإقصائهم من المشاركة في السلطة وعدم تمكينهم من ممارسة معتقداتهم وشعائرهم يغذي ذلك تكرار الحروب الستة وتعاظم قوة من يعتبرونهم قوى إقصائية والغائية وتوسع هيمنتهم داخل أجهزة السلطة المختلفة العسكرية والمدنية ويتعاظم ذلك لديهم اليوم أكثر من أي وقت مضى مما ينمي لديهم هواجس من توجهات لحروب قادمة ضدهم .
- تعمق الشروخ بعد أحداث دماج ومعارك كتاف ومحافظة عمران والجوف وحجة وتناميه مع شيوع حالات الصراع المستند على الفرز المذهبي في المنطقة العربية بما ينذر بتأسيس بيئة مواتية لانتقال هذا الصراع إلى اليمن .
- مخاوف لدى البعض من احتكار الحوثي أو الإدعاء بتمثيله الحصري لفئات ومكونات اجتماعية وسياسية وجهوية وصياغة مناهج عقدية تعليمية .
- مخاوف اجتماعية وسياسية من سعي الحوثي لاستعادة الحكم وفق قاعدة حصر الحكم في البطنين من خلال القوة والعنف، مع أن من حق أي يمني الوصول إلى الحكم وفق القاعدة الديمقراطية وما يفرزه الصندوق .
• وفي الجوانب الإنسانية والاجتماعية :
نتج عن حروب صعدة الستة مآسي وآلام إنسانية تمثلت :
- آلاف القتلى والجرحى والمعاقين نفسياً وبدنياً من المواطنين والقوات المسلحة والأمن وجماعة الحوثي فالجميع أبناء الوطن الواحد والعقيدة وشمل ذلك جميع محافظات الجمهورية .
- نزوح الآلاف من الأسر من منازلهم وقراهم ومزارعهم وبقائهم في المخيمات وأماكن النزوح في ظل معيشة قاسية معتمدين على المساعدات التي لاتفي بأقل القليل من احتياجاتهم .
- تشريد وتهجير مئات الأسر والشخصيات والرموز والاجتماعية بسبب وقوفهم مع الدولة وحرمان البعض من العودة بما يكرس الجراحات والمآسي الاجتماعية ويؤدي إلى تكون خمائر لمشاكل وثارات قادمة .
- أخراج وتهجير جماعة يهود آل سالم من موطنهم في صعدة إلى العاصمة بما هز صورة التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم وأفسح مجال للإساءة لليمن والتأويلات.
- الاختلال في النسيج الاجتماعي الوطني وسوء الظن الذي كاد يتعمق بين أبناء الوطن الواحد والدين والعقيدة الواحدة حتى وصل الأمر لتهديد الوحدة الوطنية .
- اختفاء الكثير من الجنود ومقاتلي الحوثيين والمواطنين في صعدة والمحافظات المتضررة دون معرفة مصيرهم إلى الآن .
- سيطرة الحوثيين على ممتلكات الكثير من المواطنين والممتلكات العامة في كثير من مباني ومؤسسات الدولة في صعدة وغيرها .
- ما نتج عن الاقتتال الذي حصل بين الإصلاح والحوثيين في الجوف من جهة وبين الحوثيين والسلفيين في صعدة من ضحايا بشرية فادحة في الأرواح من الأطراف كلها .
• وفي الجوانب الفكرية:
- مخاوف وطنية من تخلق وعي طائفي نقيض منبت عن الثقافة اليمنية الراسخة في الوجدان الشعبي والتعايش والتآلف والانسجام بين اليمنيين على مر آلاف السنيين .
- مخاوف من وجود حاضنات لاستقطاب الشباب من الداخل والخارج وتعبئتهم خارج إطار التعليم العام والرسمي للدولة وإشرافها بما يفرز أدوات للعنف والتطرف والإرهاب .
• في الجوانب التنموية :
- توقف عملية التنمية الشاملة في صعدة والمناطق المتضررة في المناطق الأخرى بصورة شاملة .
- تأثر التنمية والاقتصاد على مستوى الوطن بكامله بسبب استنزاف الحروب الستة لإمكانات هائلة من الموارد التي كانت ستذهب للتنمية .
- تدمير البنى التحتية الموجودة في صعدة والمحافظات المتضررة (مراكز حكومية- كهرباء- مدارس- مستشفيات- مزارع- آبار وغيرها) ونهب محتوياتها.
- توقف النشاط الزراعي والحيواني النشط في صعدة عن ما كان من قبل الحرب .
• الجوانب العسكرية والأمنية :
- حروب صعدة خلفت آثار مدمرة بالمؤسسة العسكرية والأمنية وأضرت بعقيدتها العسكرية والوطنية .
- خسائر فادحة في الكفاءات القيادية والعسكرية المدربة والمجربة والمؤهلة .
- خسارة لاتقف عند حد في الآليات والمعدات والأسلحة بجميع أنواعها من الطلقة إلى الطائرة والصاروخ أثناء الحروب إضافة إلى ما استولى عليها الحوثيين .
- انتشار ظاهرة حمل السلام والمتفجرات بأنواعها المختلفة مما خلف وضعاً أمنياً قابل للانفجار وعدم قدرة أي جهاز أمني تحقيق الأمن والسلام للمواطنين .
وفي الأخير فإن المؤتمر يرى في (محتوى قضية صعدة ) أن كل أثر لهذه القضية يصغر أو يكبر في أي مجال من المجالات الإنسانية والسياسية والاجتماعية والتنموية والفكرية والثقافية والإدارية .. الخ .
في هذا الطرف أو ذاك داخل صعدة أو خارجها مباشر أو غير مباشر سيكون تجاهله سبباً في إعاقة الوصول إلى حل لقضية صعدة وتحقيق الوئام الاجتماعي والأمني والتنمية واقتراح الحل العادل أينما ورد في رؤى المكونات والأفراد أو اتضح أثناء الزيارات بموضوعية وتجرد .
ولا نعتقد في المؤتمر الشعبي العام أن ذلك سيكون محل خلاف فأي ضرر يعم أو يخص يلزم إزالته وجبر الضرر فيه ووضع الأسس اللازمة لمعالجة وضمان عدم تكراره مستقبلاً.
ويرى المؤتمر بأن رئاسة مؤتمر الحوار الوطني وأمانته العامة معنيين بتوفير الإحصائيات والمعلومات التفصيلية اللازمة لكل الآثار والنتائج والخسائر والأضرار البشرية والمادية والمعنوية الذي تسببت فيها حروب صعدة، إضافة إلى ما وفرته أو ستوفره المكونات المشاركة وأن يحرر الفريق طلب بذلك.
ويرى المؤتمر بأن يتم استهداف المناطق المتضررة في صعدة وغيرها من المحافظات المتضررة للبحث الميداني وفق خطة تفصيلية يقرها الفريق .وأن يتم استثناء فريق صعدة في الزمان والمكان والإمكانيات عند نزوله الميداني وأن يتم تهيئة الظروف الموضوعية اللازمة لذلك .
وفق الله اليمن وأهلها وسدد على سبيل الخير خطا الجميع والله الموفق
المؤتمر الشعبي العام يوليو 2013
وأصبحت أحد القضايا السياسية في الداخل وصار لها مكان في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومثلت البند الثاني في جدول أعمال الحوار الوطني الشامل الذي اعتمده اليمنيون كوسيلة للخروج من الأزمة بكل تداعياتها .
على هذا الأساس فإننا في المؤتمر الشعبي العام ونحن نقدم رؤيتنا لمحتوى هذه القضية بأعلى درجات المسئولية الوطنية والحرص الجاد والصادق على وضع التشخيص الدقيق وصولاً إلى المعالجات الصحية والصحيحة وضمان عدم التكرار فإنه لابد لنا من الاعتراف وبكل شجاعة أنه ما كان ينبغي لكل الأطراف المعنية بهذه القضية أن يسمحوا بحدوثها بكل تفاصيلها وتطوراتها وحدوث الحروب الستة التي ألحقت ندوباً وجراحات في الجسد الوطني الواحد، وتسببت في نزيف الدم اليمني الغالي وهدراً في الإمكانيات وكادت أن تحدث شروخاً اجتماعية وتؤسس لصراعات غريبة ما عرفها وطننا طوال تاريخه والذي اتسم بتماسك نسيجه الاجتماعي وتألف تنوعه الثقافي والمذهبي والتعايش حتى صارت هذه الثقافة التي يفتخر بها على غيره من بلاد العرب والمسلمين .
نقول هذا لنقر حقيقة تاريخية موادها أن الحروب كوسيلة ونهج في حل الخلافات الوطنية لم تكن في أي يوم من الأيام نهجاً لنا في المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه الذي قام وتأسس وتخلق ليدفن هذه الثقافة ويستبدلها بثقافة الحوار كقناعة وخيار وضرورة، حيث يعرف القاصي والداني أن خيار المؤتمر وقياداته هو الحوار دوماً وبين السلطة والحوثي من أول وهلة وهو ما عبر عنه المؤتمر الشعبي العام في بياناته في أكثر من مناسبة وخطابات رئيس المؤتمر (رئيس الدولة حينها) ومبادراته العديدة والتي لولا استفزازات الحوثي التي أظهرته كمنازع لسلطات الدولة وصورته كمن يسعى لفرض هيبته على جزء غالي من الوطن وتأثير وتحريض الآخرين من القوى المتطرفة لحالت تلك المبادرات دون حدوث الحروب في صعدة .
فقد استطاعت بعض القوى في قضية صعدة من خلال نفوذها في مفاصل السلطة واعتناقهم لفكر من يحكم في الظاهر ثم قيامهم بتنفيذ أجنداتهم السياسية والشخصية والفكرية عند الممارسة العملية في مواقعهم سواء كانت تنفيذية مدنية أو عسكرية أو استشارية أو تجارية وهذا ما حصل في قضية صعدة .
فقد استطاعت هذه القوى أن تعمل من قضية صعدة محطة لضرب السلطة بالحوثيين ولإيقاف التنمية وتحديث الجيش اليمني حيث تمكنوا من خلال حلفائهم وعناصرهم في الجيش من تمديد هذه الحرب وتكرارها وتوسعها بما خلفته من مآسي وجروح ،خدمة لأهدافهم السياسية والشخصية والفكرية وإسلامهم السياسي ومصالحهم الخاصة ورغبتهم في انهيار السلطة والدولة والقضاء على أي نواة لبناء جيش وطني يكون ولاؤه للوطن فقط والشرعية الدستورية ساعدهم في ذلك تعنت الحوثي على خيار الحوار والسلام .
ومن المسلم به أن المؤتمر الشعبي العام وقيادته لم ولن يكون في يوم من الأيام من دعاة الحروب أو الإقصاء لأي من شركاء الوطن من أي مكون من مكوناته ولم يضمر شراً بأحد ولا ينطلق من خلفيات أيدلوجية متطرفة تنازع الآخر بسبب من معتقده أو ثقافته أو أصله .
وانطلاقاً من مسئوليتنا الوطنية تجاه هذه القضية وحرصاً منا على حلها بموضوعية وتجرد نورد رؤيتنا لقضية صعدة محتوى القضية في جوانبها السياسية والاجتماعية والإنسانية والفكرية والثقافية والتنموية والإدارية .
مستندين إلى مشاعر وأحاسيس أبناء الوطن من أقصاه إلى أقصاه على مختلف مكوناتهم وإلى معاناة أبناء محافظة صعدة والمحافظات المجاورة من كل الأطراف والتوجهات فقد صارت صعدة ذلك الجزء من الجسم الذي أصيب بالمرض فتداعت له سائر أجزاء الوطن بالحمى والسهر هذا على الإجمال وفيما يلي التفاصيل وعلى النحو التالي:
• الجوانب السياسية:
- قلق وطني مشروع من انسلاخ صعدة عن جسد الوطن وخروجها عن سلطة الدولة وسيادتها يعزز ذلك الخوف من مظاهر بناء القدرات الذاتية عسكرياً وأمنياً وإدارياً الموازية لأجهزة السلطة وفرض أنماط متدرجة من السلوكيات الدالة على تمايز عن السياقات العامة للدولة .
- غموض والتباس في إدراك الأهداف والدوافع والتوجهات الحقيقية للحوثيين وآفاق طموحاتهم عزز ذلك تلكؤهم المتعمد حتى اليوم في بلورة جماعتهم في إطار سياسي واضح الرؤى ومحدد المعالم والأهداف والبرامج .
- مخاوف وقلق وطني مشروع من تكون حالة (أقللوية) طائفية يغذيها شعور وجداني عميق بالمظلومية مما يخلق مناخات مواتية لاستدعاء الرعاية والحماية والمساندة والتدخلات الخارجية .
- مخاوف وقلق وطني مشروع من ان تكون جيب ذو احترافية عسكرية عالية يمكن توظيفه كذراع في لعبة الأمم والصراعات بين القوى الإقليمية.
- قلق ومخاوف سعودية من توظيف لهذه الحالة ضد أمنها واستقرارها من قبل خصومها ومنافسيها الإقليميين.
- فتح فرص للطموحات الإيرانية للتمدد والتوسع وإيجاد مواطئ قدم لها في سياق مشروعها وصراعاتها مع القوى الإقليمية والدولية .
- قلق مشروع من تحول اليمن إلى ساحة من ساحات الصراع والتنافس الإقليمي والدولي .
- انعدام الثقة بين الدولة وحلفائها المحليين من جهة والحوثيين من جهة أخرى .
- قلق وشعور لدى الحوثيين بالاستهداف لإقصائهم من المشاركة في السلطة وعدم تمكينهم من ممارسة معتقداتهم وشعائرهم يغذي ذلك تكرار الحروب الستة وتعاظم قوة من يعتبرونهم قوى إقصائية والغائية وتوسع هيمنتهم داخل أجهزة السلطة المختلفة العسكرية والمدنية ويتعاظم ذلك لديهم اليوم أكثر من أي وقت مضى مما ينمي لديهم هواجس من توجهات لحروب قادمة ضدهم .
- تعمق الشروخ بعد أحداث دماج ومعارك كتاف ومحافظة عمران والجوف وحجة وتناميه مع شيوع حالات الصراع المستند على الفرز المذهبي في المنطقة العربية بما ينذر بتأسيس بيئة مواتية لانتقال هذا الصراع إلى اليمن .
- مخاوف لدى البعض من احتكار الحوثي أو الإدعاء بتمثيله الحصري لفئات ومكونات اجتماعية وسياسية وجهوية وصياغة مناهج عقدية تعليمية .
- مخاوف اجتماعية وسياسية من سعي الحوثي لاستعادة الحكم وفق قاعدة حصر الحكم في البطنين من خلال القوة والعنف، مع أن من حق أي يمني الوصول إلى الحكم وفق القاعدة الديمقراطية وما يفرزه الصندوق .
• وفي الجوانب الإنسانية والاجتماعية :
نتج عن حروب صعدة الستة مآسي وآلام إنسانية تمثلت :
- آلاف القتلى والجرحى والمعاقين نفسياً وبدنياً من المواطنين والقوات المسلحة والأمن وجماعة الحوثي فالجميع أبناء الوطن الواحد والعقيدة وشمل ذلك جميع محافظات الجمهورية .
- نزوح الآلاف من الأسر من منازلهم وقراهم ومزارعهم وبقائهم في المخيمات وأماكن النزوح في ظل معيشة قاسية معتمدين على المساعدات التي لاتفي بأقل القليل من احتياجاتهم .
- تشريد وتهجير مئات الأسر والشخصيات والرموز والاجتماعية بسبب وقوفهم مع الدولة وحرمان البعض من العودة بما يكرس الجراحات والمآسي الاجتماعية ويؤدي إلى تكون خمائر لمشاكل وثارات قادمة .
- أخراج وتهجير جماعة يهود آل سالم من موطنهم في صعدة إلى العاصمة بما هز صورة التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم وأفسح مجال للإساءة لليمن والتأويلات.
- الاختلال في النسيج الاجتماعي الوطني وسوء الظن الذي كاد يتعمق بين أبناء الوطن الواحد والدين والعقيدة الواحدة حتى وصل الأمر لتهديد الوحدة الوطنية .
- اختفاء الكثير من الجنود ومقاتلي الحوثيين والمواطنين في صعدة والمحافظات المتضررة دون معرفة مصيرهم إلى الآن .
- سيطرة الحوثيين على ممتلكات الكثير من المواطنين والممتلكات العامة في كثير من مباني ومؤسسات الدولة في صعدة وغيرها .
- ما نتج عن الاقتتال الذي حصل بين الإصلاح والحوثيين في الجوف من جهة وبين الحوثيين والسلفيين في صعدة من ضحايا بشرية فادحة في الأرواح من الأطراف كلها .
• وفي الجوانب الفكرية:
- مخاوف وطنية من تخلق وعي طائفي نقيض منبت عن الثقافة اليمنية الراسخة في الوجدان الشعبي والتعايش والتآلف والانسجام بين اليمنيين على مر آلاف السنيين .
- مخاوف من وجود حاضنات لاستقطاب الشباب من الداخل والخارج وتعبئتهم خارج إطار التعليم العام والرسمي للدولة وإشرافها بما يفرز أدوات للعنف والتطرف والإرهاب .
• في الجوانب التنموية :
- توقف عملية التنمية الشاملة في صعدة والمناطق المتضررة في المناطق الأخرى بصورة شاملة .
- تأثر التنمية والاقتصاد على مستوى الوطن بكامله بسبب استنزاف الحروب الستة لإمكانات هائلة من الموارد التي كانت ستذهب للتنمية .
- تدمير البنى التحتية الموجودة في صعدة والمحافظات المتضررة (مراكز حكومية- كهرباء- مدارس- مستشفيات- مزارع- آبار وغيرها) ونهب محتوياتها.
- توقف النشاط الزراعي والحيواني النشط في صعدة عن ما كان من قبل الحرب .
• الجوانب العسكرية والأمنية :
- حروب صعدة خلفت آثار مدمرة بالمؤسسة العسكرية والأمنية وأضرت بعقيدتها العسكرية والوطنية .
- خسائر فادحة في الكفاءات القيادية والعسكرية المدربة والمجربة والمؤهلة .
- خسارة لاتقف عند حد في الآليات والمعدات والأسلحة بجميع أنواعها من الطلقة إلى الطائرة والصاروخ أثناء الحروب إضافة إلى ما استولى عليها الحوثيين .
- انتشار ظاهرة حمل السلام والمتفجرات بأنواعها المختلفة مما خلف وضعاً أمنياً قابل للانفجار وعدم قدرة أي جهاز أمني تحقيق الأمن والسلام للمواطنين .
وفي الأخير فإن المؤتمر يرى في (محتوى قضية صعدة ) أن كل أثر لهذه القضية يصغر أو يكبر في أي مجال من المجالات الإنسانية والسياسية والاجتماعية والتنموية والفكرية والثقافية والإدارية .. الخ .
في هذا الطرف أو ذاك داخل صعدة أو خارجها مباشر أو غير مباشر سيكون تجاهله سبباً في إعاقة الوصول إلى حل لقضية صعدة وتحقيق الوئام الاجتماعي والأمني والتنمية واقتراح الحل العادل أينما ورد في رؤى المكونات والأفراد أو اتضح أثناء الزيارات بموضوعية وتجرد .
ولا نعتقد في المؤتمر الشعبي العام أن ذلك سيكون محل خلاف فأي ضرر يعم أو يخص يلزم إزالته وجبر الضرر فيه ووضع الأسس اللازمة لمعالجة وضمان عدم تكراره مستقبلاً.
ويرى المؤتمر بأن رئاسة مؤتمر الحوار الوطني وأمانته العامة معنيين بتوفير الإحصائيات والمعلومات التفصيلية اللازمة لكل الآثار والنتائج والخسائر والأضرار البشرية والمادية والمعنوية الذي تسببت فيها حروب صعدة، إضافة إلى ما وفرته أو ستوفره المكونات المشاركة وأن يحرر الفريق طلب بذلك.
ويرى المؤتمر بأن يتم استهداف المناطق المتضررة في صعدة وغيرها من المحافظات المتضررة للبحث الميداني وفق خطة تفصيلية يقرها الفريق .وأن يتم استثناء فريق صعدة في الزمان والمكان والإمكانيات عند نزوله الميداني وأن يتم تهيئة الظروف الموضوعية اللازمة لذلك .
وفق الله اليمن وأهلها وسدد على سبيل الخير خطا الجميع والله الموفق
المؤتمر الشعبي العام يوليو 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق